روى مسلم عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه، خرج من وجهه كل خطيئةٍ نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر قَطْر الماء، فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئةٍ كان بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قَطْر الماء، فإذا غسل رِجْليه خرجت كل خطيئةٍ مشَتْها رِجْلاه مع الماء أو مع آخر قَطْر الماء، حتى يخرُجَ نقيًّا من الذنوب رواه مسلم:. روى مسلم عن أبي هريرة: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا أدلُّكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟))، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرةُ الخُطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرِّباط، فذلكم الرِّباط))؛ (مسلم - حديث: 251). روى الشيخانِ عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلالٍ عند صلاة الفجر: ((يا بلال، حدِّثْني بأرجى عملٍ عملتَه في الإسلام؛ فإني سمعتُ دفَّ نعليك بين يديَّ في الجنة))، قال: ما عملتُ عملًا أرجى عندي أني لم أتطهر طُهورًا في ساعة ليلٍ أو نهارٍ إلا صليتُ بذلك الطُّهور ما كُتب لي أن أصلِّيَ))؛ (البخاري - حديث: 1149 / مسلم - حديث: 2458). روى مسلم عن أبي هريرة: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: ((تبلُغُ الحِلية من المؤمن حيث يبلُغُ الوضوءُ))؛ (مسلم - حديث: 250). روى الشيخانِ عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يعقِدُ الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاثَ عُقَدٍ، يضرب كل عقدةٍ: عليك ليل طويل فارقُد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقدة، فأصبح نشيطًا طيب النفس، وإلا أصبح خبيثَ النفس كسلانَ))؛ (البخاري - حديث: 1142 / مسلم - حديث: 776). روى مسلم عن أبي هريرة: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أتى المقبرة فقال: ((السلام عليكم دارَ قومٍ مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، وددتُ أنا قد رأينا إخواننا))، قالوا: أوَلسنا إخوانك يا رسول الله؟! قال: ((أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعدُ))، فقالوا: كيف تعرف مَن لم يأتِ بعدُ من أمتك يا رسول الله؟! فقال: ((أرأيت لو أن رجلًا له خيلٌ غرٌّ محجَّلة، بين ظَهْرَيْ خيلٍ دُهمٍ بُهمٍ، ألا يعرف خيلَه؟!))، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ((فإنهم يأتون غُرًّا محجلين من الوضوء، وأنا فرَطُهم على الحوض، ألا لَيُذَادَنَّ رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضالُّ، أناديهم: ألَا هلُمَّ، فيقال: إنهم قد بدلوا بعدك، فأقول: سُحْقًا سُحْقًا رواه مسلم . باب فضل المشي إلى المساجد عن أبي هريرة - رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من تطهر في بيته، ثم مضى إلى بيت من بيوت الله، ليقضي فريضة من فرائض الله، كانت خطواته، إحداها تحط خطيئة، والأخرى ترفع درجة» . رواه مسلم. في هذا الحديث: فضل المشي إلى المساجد لأداء الصلاة المكتوبة. عن أبي بن كعب - رضي الله عنه - قال: كان رجل من الأنصار لا أعلم أحدا أبعد من المسجد منه، وكانت لا تخطئه صلاة، فقيل له: لو اشتريت حمارا تركبه في الظلماء وفي الرمضاء، قال: ما يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد، إني أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد، ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «قد جمع الله لك ذلك كله» . رواه مسلم. قال مجاهد في قوله تعالى: {ونكتب ما قدموا} أعمالهم {وآثارهم} خطايا بأرجلهم. عن جابر - رضي الله عنه - قال: خلت البقاع حول المسجد، فأراد بنو سلمة أن ينتقلوا قرب المسجد، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لهم: «بلغني أنكم تريدون أن تنتقلوا قرب المسجد؟» قالوا: نعم، يا رسول الله، قد أردنا ذلك. فقال: «بني سلمة دياركم تكتب آثاركم، دياركم تكتب آثاركم» . فقالوا: ما يسرنا أنا كنا تحولنا. رواه مسلم وروى البخاري معناه من رواية أنس. قال البخاري: باب احتساب الآثار، وذكر حديث أنس: أن بني سلمة أرادوا أن يتحولوا عن منازلهم، فينزلوا قريبا من النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فكره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يعروا المدينة، فقال: «ألا تحتسبون آثاركم» . قال مجاهد: خطاهم: آثارهم، والمشي في الأرض بأرجلهم. قال الحافظ: وفي الحديث أن أعمال البر إذا كانت خالصة تكتب آثارها حسنات. وفيه: استحباب السكنى بقرب المسجد، إلا لمن حصلت به منفعة أخرى أو أراد تكثير الأرجل بكثرة المشي. انتهى ملخصا. عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم إليها ممشى، فأبعدهم، والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام أعظم أجرا من الذي يصليها ثم ينام» . متفق عليه. في هذا الحديث: أن الصلاة مع الجماعة ولو تأخرت أفضل من صلاته منفردا في أول الوقت. عن بريدة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «بشروا المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة» . رواه أبو داود والترمذي. في هذا الحديث: بشارة عظيمة للمحافظين على صلاة الجماعة ليلا ونهارا. عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات» ؟ قالوا: بلى يا رسول الله؟ قال: «إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط» . رواه مسلم. سميت هذه الخصال الثلاث رباطا، لأنها مجاهدة للنفس، فلزموها من أعظم الجهاد؛ لأن الإنسان إذا غلب نفسه فاز، وإن غلبته خاب. قال الله تعالى: {قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها . عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان، قال الله عز وجل {إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر} الآية. رواه الترمذي، وقال: (حديث حسن في هذا الحديث: دلالة واضحة على أن معاودة المسجد لصلاة الجماعة من الإيمان
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق